الاستماع إلى موسيقى الميتال (المعدن) يجعلك أكثر سلامة عقلياً



دراسة جديدة ظهرت عام 2018 قدمت تفسير غير اعتيادي حول تأثير موسيقى المعدن الثقيل (الهيفي ميتال) على وظائفنا النفسية، وقد تم نشر الدراسة في صحيفة 'The Comnmunity Psychology'. الباحثون أشاروا إلى أن موسيقى الميتال بإمكانها أن تكون محفزاً لتحسين وظائفنا النفسية-العاطفية والحماية من مشاعر الخوف والرهبة في فترة الشباب المهمشة. لقد وجدوا لدى بعض مستمعي الميتال أنها تُشكّل لديهم دوراً وقائياً ضد اضطرابات الصحة العقلية ومشاكلها في سياق معاكس لوجهات النظر المتداولة حولها.






عازفي الهيفي ميتال لطالما كانوا يتعرضون للنقد من قِبل الأهل القلقين والحكومة. الميتالهيدز (معجبي موسيقى الميتال) كذلك الأمر دائماً ما يقال عنهم أنهم ضحايا لهذه الموسيقى الشيطانية. "الإدراك الشائع والخاطئ عن موسيقى وثقافة الميتال أنها إما تقود إلى مشاكل الصحة العقلية، أو تجذب الناس ليتصرفوا كأنهم مرضى عقليين." أصحاب الدراسة يقولون.


من خلال التحليلات النوعية لمقابلات غير منظمة مع مجموعة من الميتالهيدز الذين أعلنوا عن أنفسهم، قام الباحثَين الأستراليين باولا رو وبيرنارد غورين من جامعة جنوب أستراليا بفحص واكتشاف الوظيفة التي تؤديها موسيقى الميتال في تطور الهوية، التوجه المجتمعي والتجارب العاطفية لدى الميتالهيدز المراهقين. مجموعة كبيرة من الدراسات ربطت الاستماع إلى الموسيقى بنتائج إيجابية سواء في فترة الطفولة، فترة البلوغ، أو فترة ما بعد البلوغ. لكن موسيقى الميتال كانت قد حظيت باهتمام علمي ضئيل.



رو وغوردين يقترحان أن اثنين من الأسباب التي دفعت العلماء للعزوف عن الأبحاث هي : 1 ) حالات العنف الكبير والسوداوية التي تملأ حفلات ومظاهر الميتال، 2 ) هذا النمط من الدراسات مصمم ليأخذ آراء الطبقة العامة من الناس.

"هناك نقص كبير من الدراسات على الميتالهيدز اليافعين،" يقول رو وغوردين " هناك تاريخ من المضاربة على الآثار الصحية لموسيقى الميتال على اليافعين خلال دراسات 'علائقية' وتجربيبة، والتي لم تسجّل أي شيء حول السياقات الاجتماعية المفصّلة."



بالإستناد إلى الباحثَين، هناك مبررات نظرية وتجريبية محددة للسعي نحو إضفاء صفة العاطفة المريضة على الميتال والموسيقى العاطفية التي يستمع إليها اليافعة من الشباب. روابط متلازمة تم اكتشافها بين قضايا الاستيعاب (والمظاهر العنيفة) بين المراهقين،  وبين تفضيل موسيقى الميتال. بكل الأحوال، مؤلفيّ الورقة البحثية يوافقان أن الدراسات القديمة قد أهملت الظروف والجوانب البيئية. لقد رفضا التبسيط غير العقلاني الذي قدمته تلك الدراسات.

الدراسات القديمة كانت، بالمقام الأول، تحاول اكتشاف الميتال من مظاهره الخارجية دون أن تغوص فيه. رو وغوردين قد أجريا مقابلات مع عينة تم تجميعها بشكل مقصود من الميتالهيدز الذين تترواح أعمارهم بين 18-24 عام. الباحثَين أدرجا تحقيق صغير في المقابلة وسمحا للمحادثة أن تجري بشكل طبيعي.



أربع سمات رئيسية ظهرت في تحليل علاقة المشاركين بموسيقى الميتال :

•كل المشاركين كانوا قد مروا بذات التجربة من التهميش في بيئتهم الاجتماعية الرئيسية (المدرسة) في الوقت الذي شرعوا فيه بالاستماع للميتال أول ذي بدء.

•كل المشاركين وصفوا أهمية وقوة الاستماع للميتال بالنسبة إليهم.

•من خلال قصصهم التي رووها، كل المشاركين كانوا قد شيدوا شعوراً من الإنتماء والقبول لمجتمع الميتال العالمي (مع اختلاف أنماط وأنواع وتفرعات الميتال).

•بطرق متعددة، كل المشاركين وصفوا كيف أن تجسّد هوية الميتال لديهم قد جلب شعوراً من الحماية الاجتماعية.

رو وغوردين وجدا أن الميتال لا يعطي فقط نوعاً من المساحة لتفريغ مشاكل الشباب نتيجة النفي المجتمعي الذي تعرضوا له؛ إنما يزودهم بنوع من العلاج غير الرسمي. قد يبدو الأمر غريباً، لكن موسيقى الميتال تعمل كعلاج لمستمعيها.

اكتشافات رو وغوردين قد فرضت مسألة تقترح أن التفريغ الذي يرافق الموسيقى ذات العاطفة الشديدة يمكن أن يكون مساعداً للشباب في وسط من الاجهادات النفسية الكبيرة.

المصدر : maidinamerica.com

مصدر الصور : istockphoto

0 التعليقات: