تعرف على التسراكت، المكعب رباعي الأبعاد!



ببساطة كبيرة التسراكت هو مكعب ذو أبعاد أربعة، أو بإمكانك القول أنه النظير رباعي الأبعاد للمكعب. وكما أن كل وجه من وجوه المكعب (ثلاثي الأبعاد) يمثّل مربعاً (ثنائي الأبعاد). أيضاً، فإن كل وجه من وجوه التسراكت (رباعي الأبعاد) يمثل مكعباً (ثلاثي الأبعاد).



إذا كنت من هواة سلسلة Avengers فأول شيء سيخطر في بالك لدى سماع كلمة "تسراكت" هو هذا


بالنسبة لعالم مارفل السينمائي، التسراكت هو مكعب أزرق متوهج يحاول الجميع، ليس من الأرض فقط إنما من الكواكب الأخرى كذلك، الحصول عليه برغبة جنونية. لهذا السبب كان "المنتقمون" في الفيلم يحاولون تنظيم أنفسهم لحماية أبناء الأرض من القوى المدمرة جداً للتسراكت.

بشكل عام، دعنا نقول لك هذه المعلومة : التسراكت هو مفهوم أو فكرة ذات معنى هندسي حقيقي! شكل يتواجد في فضاء بأربعة أبعاد. وهو ليس مجرد مكعب أزرق من فيلم سينمائي.

التسراكت هو غرض بأربعة أبعاد، لكن قبل أن نخوض في تفاصيله يتوجب علينا شرح مفهوم الأبعاد من الصفر.

ما هي الأبعاد؟

نحن واثقون أنك رأيت من قبل المصطلحات 2D  و 3D عدة مرات. إنها في الواقع اختصارات للكلمة  Dimensional 2 (ثنائي الأبعاد) و  Dimensional 3(ثلاثي الأبعاد). هل تعلم ماذا ثمثل هذه الأبعاد في الواقع؟

البُعد هو مجرد اتجاه بإمكانك الذهاب فيه. على سبيل المثال، لو أنك رسمت مربعاً على قطعة ورق فإن أي شيء موجود داخل هذه المربع سيكون باستطاعته الذهاب إما لليمين أو اليسار (محور X) أو إلى أعلى و أسفل (محور Y) فقط، حيث لا يستطع الذهاب لما هو أبعد من هذين المحورين. وفي هذه الحالة المربع يمثل نموذجاً ثنائي الأبعاد (2D) كما هو موضح من عدم قدرة الشيء على تخطي المحورين X و Y.

الآن، في عالمنا الواقعي، بالإضافة لهذين المحورين، يمكن للأشياء أن تنتقل لأعلى وأسفل (محور Z) أو محور العمق أو الارتفاع، كما يسمونه. صار لدينا نموذج يمكننا الانتقال فيه عبر ثلاث محاور بحرّية، وهو العالم ثلاثي الأبعاد الذي نعيش فيه نحن البشر.


إن نقطة وحيدة لا تمثل أي بُعد باعتبارها لا تنتقل بأي اتجاه (0D). أما الخط المستقيم فهو يمثل بُعداً واحداً (1D) والمربع بُعدين (2D) والمعكب ثلاث أبعاد (3D). الآن خذ مكعباً واستبدل كل وجه من وجوهه (التي تمثل مربعات) بمكعب، وسوف تحصل على تسراكت، إن لم تستطع تخيل الشكل هذه الصورة المتحركة سوف تساعدك.


ما هو التسراكت؟

كما قلنا سابقاً، هو مكعب رباعي الأبعاد. أما رياضياً فهو شكل هندسي دقيق جداً كما جميع الأشكال التي تحوي بُعداً أو بعدين، أو كما الأشكال التي تحوي أبعاداً خمسة أو ستة ويتم دراستها في فضائنا ذو الأبعاد الثلاث.

وكما أن المعكب يمكن أن ينقسم إلى ست مربعات، يمكن للتسراكت أن ينقسم إلى ثمانية مكعبات كذلك الأمر، كما في الصورة


ما هي الصعوبة في تخيل التسراكت؟

باعتبار أننا كبشر نعيش في فضاء ثلاثي الأبعاد نستطيع بسهولة  تصوّر ما يساوي هذا الرقم من الأبعاد أو ما يقل عنه، لكن تبدأ المشقة حين نطمح لتخطي حدود عالمنا الخاص وتخيل شكل بأبعاد أربعة أو حتى خمسة وستة. أدمغتنا ليست مؤهلة لهذا النوع من الفضاءات، إنه مثل أن تتخيل أين نهاية الكون، أو متى بداية الكون. بكل الأحوال، عدم قدرتنا على تخيله بشكل سليم لا يعني أنه غير موجود.


في حال أنك شاهدت فيلم Interstellar فلا بد أنك تذكر مشهد سقوط كوبر وتارس في الثقب الأسود حيث يظهر الزمن هناك كبعد رابع يتمثل بشيء مادي غير معهود في العالم الطبيعي، ويصير الفضاء هناك تمثيلاً دقيقاً للتسراكت، وفي تلك اللحظة شاهد كوبر ممرات يظهر فيها لحظات من طفولة ابنته، وكان في استطاعته أن ينتقل ليتحادث معها وجهاً لوجه في ماضيها، غير أنه فضّل إعطاءها إشارات سرية.





المصدر : هنا

0 التعليقات: