هل تريد العيش حتى ألف عام؟ صار بإمكانك تحقيق هذا بوساطة تقنية علمية حديثة


بدايةً ينبغي التنويه أن كل ما سيُذكر هنا هو علمي بحت، وليس له أي ارتباط بالخرافات والأساطير.

إن الحديث عن إمكانية الخلود في هذه الحياة كان شغل الإنسان الأول الشاغل؛ فلم تنقضِ حضارة بشرية وتندثر إلا وكان للبقاء الأبدي وجود في تراثها وأدبها، غير أن أياً منها لم تفلح في تحقيق ذلك.

وبكل الأحوال، فإن العلم لديه القدرة اليوم على إطالة الأعمار بما يرضي الحاجة البشرية إلى البقاء، وهو ليس فرضية على الإطلاق، بل حقيقة في مراحلها الأولى نحو التحديث والتطوير.



إن الموت الطبيعي، في الحقيقة، ما هو سوى تراكم أخطاء وخسارات في البنية البيولوجية. فعلى سبيل المثال، يعتبر ضعف البصر نتيجة لخسارة عدد كبير من خلايا العين وشيخوختها وعدم قدرتها على أداء وظيفتها، وهذا ما يطلق عليه العلماء اسم "zombie cells" أي أن الخلايا في هذه المرحلة قد صارت هرمة وغير فعالة، الأمر مشابه تماماً بالنسبة لضعف السمع والشم، ضعف الخلايا المناعية وقلتها بشكل عام يجعل الجسم فريسة سهلة للفيروسات والجراثيم. وهكذا تنشأ الشيخوخة التي تتميز بضعف عام ونقص في إمكانية الجسم على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، بالإضافة لتراجع قدرة الأعضاء على أداء مهامها.

ومن هنا أتت الفكرة التي تنادي بمحاربة الشيخوخة على لسان كابراي دي غراي، بروفيسور علم الأحياء والتكنلوجيا في جامعة كامبريدج ومؤسس مشروع SENS ، قائلاً فيها "إن التقدم في السن ظاهرة جسدية تظهر آثارها على أجسامنا، وبالتالي سيكون بوسعنا في المستقبل التعامل مع تقدم السن بفعالية كما نتعامل مع الكثير من الأمراض اليوم"

يطمح دي غراي إلى إمكانية القيام بقتل الخلايا التالفة في الجسم والتي فقدت القدرة على التجديد والانقسام الذاتي، فهذه الخطوة سوف تتمثل إيجابياتها في جانبين. الأول هو السماح للخلايا السليمة بالانقسام وإعطاءها المجال لصياغة جسم أكثر نضارة وحيوية، أما الجانب الثاني فهو لمنع تطور الخلايا السرطانية التي تعد الخلايا التالفة بيئة خصبة لها.

إن الشروع في تحقيق هذه الفكرة المغرية قد بدأ أبحاثه اليوم، خاصة مع التمويل الكبير الذي تلقاه المشروع من شركتي أمازون وباي بال، ويُعتقد أن تتم اختبارات مبدئية على الفئران خلال السنوات العشر القادمة، بينما لن يستغرق الأمر سوى عشر سنوات أخرى حتى يبدأ العلماء باختبار النتائج على البشر.

إن عملية إصلاح أضرار الجسم المتنوعة التي تلحق به تبعاً لمرور الزمن قد تسمح للكائن البشري الواحد أن يعيش حتى ألف عام أو يزيد، حسب تصريحات دي غراي. أما الخبر السعيد، عزيزي القارئ، فهو أن الشخص الذي سوف يعمر كل هذه المدة يعيش حالياً بيننا؛ إذ إن تحقيق المشروع يبدو للباحثين أقرب من التوقعات.

بالنهاية يجب التنويه أن الإنسان لن يفر من الموت إن تعرض لحادث سيارة أو سقط من ارتفاع ثمانية طوابق.


المصدر 1 : هنا

   المصدر 2 : http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_4073000/4073389.stm

0 التعليقات: