امرأة بريطانية قادرة على رؤية 99 مليون لون زيادة عن باقي البشر



بعد 25 عام من البحث، علماء الأعصاب في بريطانيا أعلنوا مؤخراً أنهم اكتشفوا امرأة تملك حالة خاصة من الخلايا المخروطية -المستقبلات الخلوية المسؤولة عن تحديد الألوان- في عينيها.

بحسب التقديرات، فهي قادرة على رؤية 99 مليون لون أكثر من باقي البشر بشكل مذهل. العلماء يعتقدون أنها فقط واحدة من الأفراد الذين يتمتعون برؤية خارقة للعادة، والتي يطلقون عليها مصطلح "tetrachromats" الذي يعني حالة امتلاك أربع قنوات مستقلة لنقل المعلومات اللونية أو امتلاك أربع  أنواع من الخلايا المخروطية في العين ( التعريف من  ويكيبيديا)



معظم البشر العاديين يملكون فقط ثلاث أنواع من الخلايا المخروطية، كل نوع قادر على تمييز قرابة 100 طيف، لذا حين يتم تحليل كل التركيبات المحتملة في الأنواع الثلاث من الخلايا جنباً إلى جنب سوف يعني هذا أنك قادر على تمييز حوالي مليون لون مختلف. معظم الناس المصابين بعمى الألوان لديهم نوعان فقط من الخلايا المخروطية على قيد العمل، الأمر الذي يفسر عدم مقدرتهم على رؤية حوالي 10.000 طيف، وتقريباً كل الثديات إلى جانب الكلاب والقردة لديهم نوعان فقط من الخلايا المخروطية.

العلماء وجدوا هذه المرأة قبل سنتين فقط، لكنهم كانوا يبحثون لقرابة 25 عام، ويظنون أن هناك المزيد من الناس ذوي الأنواع المخروطية الأربع.

إذاً، كيف يمكن لفرد ما أن يحصل على أربع أنواع من الخلايا المخروطية؟

فكرة الخلايا المخروطية اُقترحت أول مرة عام 1948 من قِبل العالم الالماني دي فرانس الذي اكتشف شيئاً مميزاً فيما يتعلق بعيون المصابين بعمى الألوان، ولاحظ أنهم يملكون نوعين فقط من الخلايا المخروطية، بالإضافة لنوع متحول ضعيف الحساسية للأخضر والأحمر،  وشرح كيف أن أم وابنة المصاب بعمى الألوان لديهما ثلاث أنواع طبيعية، بالإضافة لنوع متحول من الخلايا المخروطية.

هذا يعني أنهما تملكان أربع أنواع، بالرغم أن ثلاثة فقط على قيد العمل. بكل الأحوال، لم يُعِر الكثيرون اهتمامهم بهذا الأمر حتى أواخر ثمانينيات القرن الماضي حين بدأ جون مولن من جامعة كامبردج بدراسة النساء اللواتي لربما يملكن أربع أنواع من الخلايا المخروطية على قيد العمل.

وبالاستناد إلى حقيقة أن المصاب بعمى الألوان يمرر أربع أنواع مخروطية لابنته، يقدّر مولن أن حوالي 12% من النساء حول العالم يتمتعن بهذه الميزة، لكن كل الفحوص كشفت أن جميع النسوة الخاضعات للدراسة كن يستقبلن نفس الألوان التي يستقبلها باقي البشر. هذا يعني أن ثلاثة فقط من الأربع أنواع للخلايا المخروطية لديهن تعمل.

ثم، وأخيراً، عالمة الأعصاب غابرييلا جوردن من جامعة نيوكاستل في بريطانيا، والتي عملت سابقاً إلى جانب مولن، قررت القيام بفحوص مختلفة تماماً لكشف ذوات الرؤية الثاقبة. أخذت 25 امرأة رباعيات الخلايا المخروطية ووضعتهن في غرفة مظلمة حيث يتوجب عليهن النظر لجهاز ضوئي يلقي ثلاث حلقات ضوئية تلمع في عيونهن.

بالنسبة لثلاثيات الخلايا كانت الألوان كلها متشابهة، لكن فقط صاحبة الأنواع الأربعة من الخلايا يمكن أن تفرق بينهم.

وبالفعل كانت إحدى النسوة قادرة على التمييز بين الألوان بجدارة، ما أحدث فرحة كبيرة لصاحبة البحث.

جوردون تظن أن الكثير من النسوة رباعيات الخلايا المخروطية، واللائي يتمتعن بمقدرة رؤية 100 مليون لون لن يلاحظن أبداً أنهن يملكن ميزة خاصة، وهذه مشكلة كبيرة حسب قولها.

يجدر التنويه أن هوية المرأة البريطانية المحظوظة لم يتم الكشف عنها.



المصدر : هنا

0 التعليقات: