عشر نصائح خفيفة سوف تساعدك على تحسين لغتك الأجنبية



يعد التواصل الاجتماعي بين البشر من أهم مقومات قيام الحضارة الإنسانية، ولطالما علمنا التاريخ أن التقوقع والانعزال كان عاملا سلبيا في منحى التطور والتقدم لدى الشعوب، وفي ظل حاجة البشر إلى التواصل مع أقرانهم من الأمم الأخرى ظهرت مسألة اللغات وطرحت نفسها بقوة في الوسط التعلميي والأكاديمي، هذا لأن أي عمل خارج وطنك أو أي فرصة للحصول على منحة دراسية أو النهوض بالتجارة الخارجية يحتاج بلا شك أفراداً يتقنون لغات مختلفة عن لغتهم الأم التي ربوا عليها.
في هذا المقال سنقدم بعض النصائح التي تساعدك على تطوير مستوى لغتك الأجنبية أو البدء بتعلم لغة جديدة.



1- تعلم عن ثقافة البلد الذي تدرس لغته : وهذا لا يعني الاندماج الكلي والتخلي عن ثقافتك الخاصة، ولكن لكل بلد ثقافة وتقاليد معينة تنعكس بشكل أو بآخر على اللغة المحكية، حيث أن بعض التعابير قد لا يكون بمقدورك الحصول على ترجمة حرفية لها، ويعود سبب هذا لكونها تتعلق بحدث شعبي معين أو بمجرد تقليد اعتاد أهل البلد على اتباعه وصار جزءاً من ثقافتهم.

2- ابتعد عن طريقة الببغاء : كثير من طلاب اللغات نراهم يقرأون أو يستمعون بتكرار لكلمات معينة ثابتة بنفسها، مثل شريط مستمر لأفعال الأكل والحركة، وفي حالات كثيرة لا تؤتي هذه الطريقة الكثير من الثمار لأنها ستسبب الملل عاجلاً أو آجلاً.. الطريقة المثلى لتعلم المفردات هي أن تعطي دماغك راحته، اقرأ نص معين من عشر كلمات وتعلم اثنتين فقط، ثم اقرأ آخر بعشرين كلمة وتعلم أربعة، ومع الوقت ستجد أن شكلت قاعدة مفردات جيدة.. لا تجبر دماغك على حفظ أي شيء كان.

3- لا تتوقف عن القراءة : كثير من اللغات توفر لمتعلميها قصص بمستويات مختلفة، حدد مستواك واقرأ القصص واستمتع بها، كلما قرأت أكثر ترسخت مبادئ اللغة في دماغك، وصار من البديهي لديك أن هذه اللغة هي شيء أساسي معك وليس أمراً مكتسباً.. اقرأ مقالات ويكيبديا باللغة التي تتعلمها حتى وإن اضطررت لترجمة بعض الكلمات المعقدة، فضل قراءة الأشياء بلغتك الجديدة عن قراءتها بلغتك الأم.

4- عليك بالوسائط المتعددة : وهي الأفلام والأغاني والميديا الالكترونية التي نتفاعل معها كل يوم، الأفلام تعطيك لفظاً شعبياً سوف تحتاجه بالتأكيد حين سفرك، كما تنبهك إلى رموز كثيرة من ثقافة البلد الآخر وبمصطلحات واختصارات سوف تجدها جذابة، أما الأغاني فتعطيك صلاحية لتعلم قسم كبير من المفردات، حيث كل ما عليك فعله هو الحصول على تطبيق يتيح لك إظهار كلمات الأغنية وترجمتها إلى لغتك الأم، وكلما تردد اللحن في رأسك ستذكر الكلمات وبالنهاية ستحفظ كثيراً من المفردات بطريقة سهلة  وسلسلة.. تابع شخصيات أجنبية على مواقع التواصل الاجتماعي ممن يتكلمون لغتك الجديدة مثل الممثلين والمغنيين والعلماء وباقي المشاهير.

5- حاول التواصل مع متكلم أصلي : لأنه لا شيء بإمكانه أن يعلمك لغة بقدر الحوار الخفيف مع متكلم أصلي لها، لكن في ظل أنه من الصعب جداً التعرف على شخص أجنبي في بلدك قامت مواقع إليكترونية عدة مثل busuu  بتوفير الحل لهذه المشكلة؛ إذ إنها توفر محادثات مع أشخاص يتكلمون اللغة التي تنوي تعلمها، وهذا سوف يساعدك بدرجة كبيرة على تنمية مهارات التحدث السريع.

6- الفهم على الآخر أمر صعب : ويحتاج انتباه كبير وأذن صاغية، ويعود السبب لكون المتحدث الأصلي غير مهتم أو غير مدرك للمستوى اللفوي المتوسط أو غير الكامل  الذي يملكه مستمعه، ولهذا يجب عليك كطالب لغة أن  تنمي قدرتك السماعية عن طريق أفلام الكرتون الأجنبية أولا ثم باشر بالاستماع الجدي للأفلام الحية وقيم نفسك عن طريق محاولة فهم العبارة دون اللجوء إلى الترجمة التي على الشاشة.

7- قد تظن نفسك خبيراً بالترجمة لكن ماذا عن الكتابة؟ : من أكثر المشاكل التي يعاني منها متعلمو اللغة هي العجز الجزئي أو الكامل أحياناً عن كتابة كلمة معينة رغم أنهم يعرفون معناها وتكرر معهم على الدوام.. الدماغ البشري لديه المقدرة على مسح الكلمة المنظورة ككل بدلا من تهجئتها بحروفها، وفي حين أن كثيرا من الكلمات الأجنبية لا يتبع رسمها حرفية لفظها؛ فإنك سوف تتفاجئ في كورس الإنشاء حين تحتاج كتابة كلمة ما وتعجز عن ذلك.. الحل هنا يكمن في التدريب والمواظبة على الكتابة مستعينا بشريط تسجيل ما أو أغنية أو مقطع فيديو وثائقي أو أي صوت حي.

8- حاول أن تستعمل اللغة في نشاطاتك اليومية : فبدلاً من أن تحادث نفسك صباحاً أنك تحتاج للقهوة بلغتك الأم؛ قلها في ذاتك بلغتك الجديدة.. عليك أن تقنع نفسك أكثر وأكثر أنك في يوم ما ستكون متحدث قوي لهذه اللغة وستستعملها بشكل بديهي عند الزيارات والاجتماعات أو عند التسوق ومحادثة شرطي المرور.. ثقتك بوصولك إلى شيء ما سوف يريحك كثيرا في الطريق إليه.

9- حاول أن ترمم أخطاءك وهفواتك : مثل سكب الاسمنت في جدار متشقق لجعله متماسكا، لا بأس لديك بأن تعود أحياناً إلى الكورسات التي تخطيتها وتراجعها بسرعة في سبيل الإمساك بشيء لربما لم تنتبه أنك سهوت عنه سواء في القواعد الكلامية أو اللغوية.. حاول أيضاً أن تترجم أي كلمة تعجز عن فهمها حين ترى أنك أصبحت في مستوى يسمح لك بقراءة نصوص طويلة بسلاسة.

10- تحلى بالحس العام للغة التي تدرسها : وهذه النقطة سوف تحتاج الكثير من الدراسة والمتابعة والانخراط، وهي تأتي كمكافأة من الدماغ لمساعدتك على فهم اللغة الجديدة أكثر، حيث أن هذا الشعور سوف ينمي مهاراتك لفهم ما بين السطور مثل كنايات وعبارات ذات دلالات بعيدة عن معناها الحرفي.. إنه فهم سياق الكلام هو الذي سيضمن لك محادثة أكثر سهولة مع متحدث أصلي، ويضمن لك خبرة أكثر بالتحدث إليه كما يتحدث إليك.

كتابة : هاني عبد الفتاح

مصدر الصورة : هنا

0 التعليقات: