بعد نجاحه على الفئران، العلماء يبتكرون طريقة تمكن البشر من الرؤية التامة في الظلام بدون معدات



لا أحد ينكر وجود نظارات الرؤية الليلية والحاجة الماسة إليها. لكن مؤخراً، العلماء يعملون في الولايات المتحدة والصين على تطوير تقنية حديثة يقولون أنها من المرجح يوماً ما أن تعطي البشر القدرة على الرؤية في الظلام.

التقنية تتضمن حقْن العين بجسيمات نانونية تتصرف مثل هوائيات دقيقة حيث تستقبل الأشعة ما تحت الحمراء -الأمواج الطولية غير المرئية للبشر وباقي الثديات- وتحولها إلى أمواج طولية مرئية.

الثديات قادرة على الرؤية من خلال شريحة مفردة من الطيف الكهرومغناطيسي، والتقنية الحديثة مصممة وهادفة لتوسيع هذه الشريحة.

إن حُقنات الجسيمات النانونية لم يتم تجريبها على البشر بعدُ، لكن التجارب على الفئران أظهرت أنها منحتهم القدرة على رؤية ضوء الأشعة ما تحت الحمراء بدون التداخل مع إدراك الضوء في الحيز المرئي. التأثير الجديد أبدى نجاحه خلال الليل والنهار واستمر لأسابيع عدة، القوارض التي خضعت للتجربة كانت سليمة بشكل كامل.

كانج هان، كيميائي من المدرسة الطبية بجامعة ماساتشوسيس، وأحد مؤلفي الورقة البحثية الجديدة يصف البحث قائلاً في تصريحه أن التقنية يمكن أن تقود إلى فهم أدق وأفضل للإدراك البصري، ومن المرجح أن تقود إلى طرق جديدة لعلاج مشاكل عمى الألوان.

في بريد أرسله إلى شبكة NBC News MACH، هان قال أنه من المرجح استخدام حُقن جسيمات نانوية لابتكار "كلاب خارقة" تجعل من السهل عليها القبض على السارقين والمقتحمين خلال الظلام.

"بالنسبة للناس العاديين،" أضاف هان، " لربما نتمكن من رؤية سمائنا بطريقة مختلفة كلياً." يقصد بنفس الطريقة خلال الليل وخلال النهار لأن العديد مم الهياكل السماوية تنفث الأشعة ما تحت الحمراء.

"التقنية لا تمنح المقدرة على رؤية الأمواج الطولية الأطول لضوء الأشعة ما تحت الحمراء المنبعث من أجساد الكائنات الحية وباقي الأشياء الدافئة." يقول تيان زو، عالم أعصاب لدى جامعة العلوم والتكنلوجيا في الصين، ومن المؤلفين للورقة البحثية. لكن على الأقل نظرياً، يمكن أن تمنح البشر القدرة على رؤية الأجساد والأشياء في الظلام بدون استخدام معدات الرؤية الليلية.

بالنسبة لبحثهم، هان، زو ومعانيهما قد حقنوا عيون القوارض بجسيمات ثانوية معالجة ببروتينات تساعد على "لصق" الجسيمات إلى الخلايا الحساسة للضوء في شبكية عيون الحيوانات. حيث تكون الهوائيات الدقيقة في المكان، افترض العلماء، الجسيمات النانوية سوف تحول ضوء الأشعة ما تحت الحمراء إلى ضوء ذو موجة طولية أقصر، والذي يتسنى للحيوانات أن تستقبله على هيئة ضوء أخضر.

لضمان أن الفئران بالفعل كانت قادرة على رؤية ضوء الأشعة ما تحت الحمراء المعدل، العلماء أخضعوا الحيوانات للعديد من الاختبارات، من ضمنها أنه تم إعطاؤهم الخيار  بين الدخول في صندوق معتم تماماُ وبين آخر منار بالأشعة ما تحت الحمراء. (الفئران كائنات نشطة ليلاً، وبشكل طبيعي هم يفضلون الظلام). الفئران العادية لم تظهر أي فرق -لأن كلا الصندوقين كانا مظلمين بالنسبة إليهما- بينما الفئران المحقونة بالجسيمات النانوية أظهرت تفضيلاً للصناديق المعتمة، وهذا دليل على نجاح التجربة.

المصدر : nbcnews.com

0 التعليقات: