العلماء يؤمنون أن الكون والأشياء الفيزيائية تمتلك وعي خاص بها تماماً كالبشر



ليس عليك أن تتظر بعيداً لتجد أغرب وأعقد النظريات والأفكار عن طبيعة الكون ووعي الإنسان. هذا الأيام، المفاهيم التي تهبط إلى مستوى الخيال والخيال العلمي في الغالب أنها تشق طريقها متجهة نحو مجلات أكاديمية تستهدف فئة معينة من الأخبار أو فئة معينة من الناس، ومن ثم تنتقل بعد ذلك لتتحول إلى تيار معاصر.



أحد الأمثلة عن هذه الآراء الفريدة هو فكرة أننا نعيش في محاكاة حاسوبية، والتي أطلقها إيلون ماسك. فكرة أخرى هي 'كريستالات الزمن' وهي عبارة عن طور لا خطي مثير للمادة. السمفونية الحديثة التي باتت تقرع الرؤوس الآن أصبحت منتشرة بكثرة عبر الإنترنت، حيث تفترض أفكار جديدة حول النظرية المحاصرة المساة "الروحية الشاملة" أو الإيمان أن العقل أو الوعي هو ميزة أساسية للكون الفيزيائي، وأنه مشعّب إلى قطاعات من المادة.

ورقة بحثية جديدة نشرها الفيزيائي غورغي مالتوف قد جلبت إلينا هذه الفكرة مجدداً إلى ساحة النقاشات العلمية، وترجو من خلال الاختبارات التجريبية أن تتمكن من "إثبات أو دحض" مفهوم كلية الوجود. مالتوف أيضاً يطرح الفكرة المولعة بالجدل عن اختيارية النجوم، حيث يقترح أن هناك دليل حقيقي على أن النجوم بالفعل تسيطر على مساراتها وتحركاتها ضمن المجرة.

بقدر ما أن النظرية تبدو سخيفة، إلا أن لها أتباع بارزين، من ضمنهم الفيزيائي النظري البريطاني السير روجر بينروز، الذي قدم فكرة "الروحية الشاملة" قبل ثلاثة عقود من الآن.

بينروز يؤمن أن الوعي ينشأ من خصائص الكوانتم المتشابكة. هو وعالم التخدير ستوارت هاميروف قد ألّفا فرضية Orch-OR التي تؤكد، بين العديد من الأشياء، أن الوعي ينتج من الاهتزازات الكمومية (الكوانتمية) داخل الجزيئات.

في العام 2006، الفيزيائي الالماني بيرنارد هايتش أخذ الفكرة مع تعديل بسيط وقال أن الوعي ينشأ ضمن "الفراغ الكمومي" في أي وقت يتوفر فيه تقدم ملحوظ في النظام الذي تتدفق فيه الطاقة.

عالم الأعصاب كريستوف كوخ، مؤيد آخر للروحية الشاملة، أخذ الموضوع من زاوية مختلفة، حيث استخدم نظرية المعلومات المتحدة ليدلي برأيه أن الوعي ليس حكراً على العضويات والكائنات البيولوجية.

"النظرية الوحيدة المهيمنة التي نملكها حول الوعي تقول أنه مرتبط بشيء معقد - مع قدرة نظامه على التصرف خارج حالته المعروفة، وتقرير مصيره الخاص،" يدلي كوخ برأيه "النظرية تتفرع إلى العديد من الأنظمة البسيطة. حسب المبدأ، بعض الأنظمة التي نقول عنها أنها فيزيائية بحت، والتي لا تملك خاصيات الكائنات العضوية والبيولوجية،لعلها أيضاً تملك وعي خاص بها."

مالتوف والعلماء الآخرون يسعون لطرح رأي في قالب جديد، ألا وهو التجربة العلمية. مالتوف ينوي دراسة سلوك النجوم، ويحلل عن طريق الملاحظة الشذوذ في الحركة الفلكية الذي يدعى "انقطاع برانغيو'. مالتوف يريد معرفة لماذا بعض النجوم الباردة المحددة ينبعث منها ومضات من الطاقة التي تتجه في اتجاه واحد، وهي خاصية تؤيد مبدأ كلية الوجود بشكل غريب غير مفهوم في المجرة.

في العام 2018، خطط لاستخدام النتائج من تلسكوب الفضاء Gaia Star-Mapiping  لإظهار أن الشذوذ يمكن أن يكون وفقاً لحركة النجم الناجمة عن الإرادة.

في هذه الأثناء، بينما مالتوف يدرس نشاط الكون في الأفق الأكبر، كوخ يقترب من تحقيق المبدأ التجريبي على النظرية باستخدام 'مرضى ضعاف العقل'. لقد أراد أن يعرف ما إذا كانت معلوماتهم تستجيب لنظام عصبي مرتبط ضمني من الوعي، إنه يخطط لاختبار هذا عن طريق ربط أدمغة مجموعة من الفئران بشبكة أسلاك ليختبر ما إذا كانت أدمغتهم قادرة على الاتحاد في نظام معلومات أكبر.

المصدر: sci-techuniverse.com

0 التعليقات: