ستيفن هوكنغ يصرح قبل وفاته عن الشيء الموجود "قبل" الإنفجار العظيم



قرابة 13.7 مليار عام قبل الآن، كوننا انبثق من اللاوجود إلى الوجود، لكن التساؤلات دائماً كانت تحوم حول ماذا كان يوجد "قبل" الإنفجار العظيم.


في حلقة من برنامج Star Talk تم عرضها قبل أسابيع قليلة فقط من موته في مارس/آذار عام 2018، الفيزيائي البريطاني الشهير ستيفن هوكنغ جلس مع مضيفه عالم الفلك الأمريكي الشهير أيضاً نيل دايغرس تايسون للتحدث حول ماذا كان موجوداً بالتحديد في موعد يسبق الإنفجار العظيم، أي يسبق انبثاق الوجود.

جواب هوكنغ على هذا السؤال كان بسيطاً لدرجة أنه تضمن كلمة واحدة فقط "لا شيء."

لكن لمجرد أن الجواب تجلى بكلمة واحدة فقط فإن هذا لا يعني أنه يخلو من التعقيد. لحسن حظنا فإن هوكنغ كان واحداً من أفضل الشخصيات في التواصل والشرح على مستوى العالم.

في مقابلته مع تايسون، هوكنغ استخدم شكل الأرض كتشبيه جزئي لشكل منحني اتصال زمكاني.

"بالإستناد إلى النظرية النسبية العامة، فإن الزمان والمكان يجتمعان سوية في الاتصال الزمكاني... والذي هو ليس مسطحاً، إنما منحنياً بفعل المادة والطاقة داخله." قال هوكنغ.

لشرح أكثر، هوكنغ استخدم النهج الإقليدي في الجاذبية الكمومية. في المنهج الإقليدي، الزمن الحقيقي العادي يتم استبداله بزمن تخيلي، والذي يتصرف مثل البعد الرابع.

"في المذهب الإقليدي، فإن تاريخ الكون في الزمن التخيلي هو سطح منحني رباعي الأبعاد مثل سطح الأرض، لكن مع بُعدين إضافيين أيضاً." قال هوكنغ.

الآن ماذا لدينا؟ ستة أبعاد في المجمل؟ ماذا يمكن لهذا أن يعني؟

هوكنغ يؤمن أن الكون لا يملك حدود، بعبارة أخرى، انتقال الزمكان الإقليدي هو سطح مغلق دون نهاية، شبيه بسطح الأرض حيث نعود لنقطة البداية كلما قررنا الخروج منه.

"ينبغي مراعاة الزمن الحقيقي والعادي عند بداية القطب الجنوبي الذي هو نقطة البداية للزمان حيث تعمل قوانين الفيزياء العادية،" قال هوكنغ. "لا يوجد شيء في جنوب القطب الجنوبي. إذن، لا يوجد شيء أيضاً قبل الإنفجار العظيم."

كما أنه لا يوجد شيء في جنوب النقطة الأكثر جنوباً، الزمن لا يمكن أن يتواجد قبل الإنفجار العظيم. عوضاً عن ذلك، الزمن والمكان يتوسعا ويمتدا بشكل خارجي من نقطة محددة من الزمان، مثل درجات خطوط العرض على كوكب الأرض.

حتى بعد وفاته، هوكنغ استمر في إصابة عقولنا بالحيرة.

نسخة من هذه المقالة نشرت لأول مرة في مارس/آذار عام 2018.

المصدر : sciencealert.com

0 التعليقات: